حكم التشبه بين الجنسين الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال
حكم التشبه بين الجنسين الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال
حكم التشبه بين الجنسين الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال :
خلق الله الكون بحكمة بالغة وتقدير ليس له مثل ولا تشبيه، وقد ذكر في محكم كتابه الحكيم أنه خلق في هذا الكون الزوجين الذكر والأنثى، نعم، لقد خلق الذكر والأنثى بهذا التصنيف لن كل واحد فيهما له ما يميزه عن الآخر وما يجعله فريدا في خلقته عن الآخر، ولا أفضلية على أحد دون الآخر، فكلاهما خلقه الله في احسن تقويم.
ظهرت في الآونة الأخيرة جماعات تدعو إلى حرية التحول من جنس لآخر ، وجماعات تدعو إلى التشابه بين الجنسين، وقد روى البخاري رضي الله عنه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: لعن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المتشبِّهين من الرِّجال بالنّساء، والمُتشبِّهات من النِّساء بالرجال".
وروى أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: لعن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الرجل يلبَس لبسة المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل" ، وهذه الأحاديث الصحيحة كلها تدل على بشاعة موقف هذه الجماعات التي تنادي بالتشبه وتنكر هذا الفعل السيئ والمشين ، وقد روي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنه أنه رأى أم سعيد بنت أبي جهل متقلّدة سيفًا وهي تمشي مشية الرجال فقال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: “ليس منّا مَن تشبّهَ بالرجال من النساء، ولا من تَشبّهَ بالنساء من الرجال”.
نستخلص من هذه الأحاديث حكم التشبه بين الجنسين الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال وهو التحريم الواضح والصريح، وقد أوضح الشرع أن محل التحريم أمران:
أولهما:
أن يكون التشبُّه مقصودًا، بأن يتعمّد الرجل فعل ما يكون من شأن النّساء، وأن تتعمّد المرأة فعل ما يكون من شأن الرجال، فإن هذا القصد فيه تمييع للخصائص أو إضعاف لها، والواجب أن تكون خصائص كل جنس فيه قويّة، فذلك تقسيم الله لخلقه، وتنسيقه فيما أودع في كل منهما من خصائص لمصلحة المجموعة البشريّة.
والأمر الثاني :
أن يكون التشبُّه في شيء هو من خصائص الجنس الآخر، والذي يحدد ذلك إما أن يكون هو الدين، وإما أن يكون هو الطبع نفسه، أي الجِبِلَّة التي خُلِق عليها الإنسان، وإما أن يكون هو العرف والعادة، وكثير من التشبُّه يكون في ذلك في أول الأمر، حيث يوجد القصد والتعمد والإعجاب، ثم بعد ذلك يصير شيئًا مألوفًا لا شذوذ فيه، ولا يُعدُّ تشبهًا مذمومًا.
اقرأ المزيد من المقالات المجتمعية